Page 78 - web

‫مقالات وآراء‬

‫الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية‬
‫كتهديد للأمن الوطني والدولي‬

‫تتخذ الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية أشكااًلا‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬سيد عامر‬
‫متعددة لأنشطًًة متنوعة غير مشروعة‪ ،‬من أبرزها الاتجار‬ ‫جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية‬
‫بالمخدرات‪ ،‬وتهريب الموارد الطبيعية‪ ،‬والتزوير‪ ،‬والاتجار‬
‫بالأسلحة‪ ،‬وغسل الأموال‪ ،‬والقرصنة البحرية والاتجار بالبشر‪،‬‬ ‫‪78‬‬
‫والجرائم الإلكترونية‪ ،‬وغيرها بما يزعزع السلم والأمن الدوليين‪.‬‬
‫ولقد برزت الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية‬
‫كمهدد رئيس للأمن الوطني والدولي في حقبة ما بعد‬
‫الحرب الباردة‪ ،‬مستفيدة من عولمة الأسواق المالية‪ ،‬والتقدم‬
‫التكنولوجي‪ ،‬وتزايد الأنشطة العابرة للحدود‪ .‬وقد أدى هذا إلى‬
‫توسع الشبكات الإجرامية التي تنخرط في أنشطة غير مشروعة‬
‫متنوعة‪ ،‬مثل‪ :‬الاتجار بالمخدرات‪ ،‬وتهريب الموارد الطبيعية‪،‬‬
‫والتزوير‪ ،‬والاتجار بالأسلحة‪ ،‬وغسل الأموال‪ ،‬والقرصنة البحرية‪،‬‬
‫والاتجار بالبشر‪ ،‬والجرائم الإلكترونية‪ ،‬والفساد‪ .‬وتزعزع هذه‬
‫الأنشطة السلم والأمن الوطني والدولي‪ ،‬وتستغل الفساد‬
‫والعنف لتحقيق أهدافها؛ مما يقوض الأمن الاقتصادي‬

‫والثقافي والسياسي على المستويين الوطني والدولي‪.‬‬
‫وتتجلى خطورة الجريمة المنظمة العابرة للحدود بشكل‬
‫خاص في المناطق التي تشهد تحولات سياسية واقتصادية‪،‬‬
‫حيث تستغل الجماعات الإجرامية الثغرات القانونية والمؤسسية‬
‫لتحقيق أرباح ضخمة بطرق غير مشروعة‪ .‬وتتطلب مواجهة‬
‫هذا التهديد فهًًما شاماًلا للأساليب الإجرامية وتأثيراتها على‬
‫استقرار الدول والمجتمعات‪ .‬كما أن هذه الجرائم تتشابك مع‬
‫التطورات التكنولوجية التي مّّكنت المنظمات الإجرامية من‬

‫تجاوز الحدود الوطنية وتعقيد جهود إنفاذ القانون‪.‬‬